موقع كدركةا 🇸🇩
مقبره نيوليتية (عصر حجري حديث) في وادي الخوى
تحت إشراف أوليفييه لانغلوا (Olivier Langlois) ،فيليب شامبون (Philippe Chambon) ، وباسكال سيلييه (Pascal Sellier).
الفريق: إيما ماينس Emma Maines(طالبة دكتوراة ، باريس 1)، ألين توماسAline Thomas (أنثروبولوجية بالوحدة المختلطة للبحث 7206 UMR 7206) ) ، لويزا عودية Louiza Aoudia(أنثروبولوجية، باريس 10)، ربيحة إسماعيل (آثاريه، جامعة الجزائر)، كلير مارثا Claire Martha (رسامة، مجال الفنون والحرف ستراسبورغ)، لوسي سيز Lucie Cez (طالبة دكتوراة ، باريس 1)، واندا زنجرWanda Zigner (آثارية) ، UR 7206)، حسيمي سامبو Hassimi Sambo (آثاري، جامعةياوندي)، ليونيل غوريشون( Lionnel Gourichon (مختص في علم الحيوان الآثاري) ، محمد سعد مفتش من الهيئه العامة للآثار السودانية NCAM)) وهشام كرارمفتش (NCAM).

كان وادي الخوىّ، واحدا من المجاري القديمة لنهر النيل ويقع على الضفة الشرقية للنهر جنوب الشلال الثالث. يتميز الوادي بكثافة عالية من المواقع الجنائزية والسكنية، حيث تحتل مواقع العصر الحجري الحديث (النيو لتيه) مكانة هامة في هذه المنطقة. ومن الواضح ان عوامل التعرية الهوائية قد أدت الى تآكل المواقع السكنية بشكل كبير، حيث لم يتبق منها سوى بعض البقايا المنتشرة على السطح. أما المقابر، فبما أنها أقيمت على تلال صغيرة، فقد صمدت بشكل جيد، وتعتبر حفرياتها اليوم الوسيلة الأساسية لفهم المجتمعات التي سكنت المنطقة بين الألفية السادسة والرابعة قبل الميلاد.”
ان عمليات الإنقاذ الأثرية التي نفذتها الوحدة الفرنسية الدائمة للآثار في السودان (SFDAS)-و بالرغم من أن المنطقة قد شملتها برامج التطوير الزراعي لعدة سنوات — قد مكنت من تحديد حوالي خمسين موقعًا يعود إلى العصر الحجري الحديث، سواء كانت جنائزية أو سكنية. من بين حوالي عشرين مقبرة معروفة، تم التنقيب عن ست منها بشكل شامل أو جزئي من قبل طاقم الوحدة الفرنسية للآثار SFDAS بإستثناء تلتين جنائزيتين تحتويان على أكثر من ألف مقبرة ، اما باقي التلال فقد كانت تحوي على ما يزيد عن مئة مقبرة كحد اقصى. وقد تم تسجيل ما يقارب 700 يقارب مدفن تؤرخ تقريبًا إلى الفترة بين 4800 و4000 قبل الميلاد. حيث تعكس الثوابت والمتغيرات التي تمت ملاحظتها في مجال الثقافة المادية والعادات الجنائزية في آنٍ واحد تجانس هذه الشعوب وتطورًا سريعًا في نسيجها الإجتماعي.

وتشهد هذه المقابر على تنظيمٍ يتزايد فيه التدرج الهرمي بشكل ملحوظ. فخلال العصر الحجري الحديث (النيو ليثي) بدأ ظهور لزعامات محلية تشكلت مع بروز شخصيات كانت هي المهيمنة في المجتمع آنذاك. أسست هذه المجتمعات بعد ذلك القواعد لظهور أولى دويلات ما قبل التاريخ الموثق، والتي مهدت لظهور الممالك الأولى.
تركزت حملات التنقيب الجارية في كدركة على موقع كوم KDK 23 ومنطقة السكن KDK 23H، بالإضافة إلى تحديد وحماية المواقع الأثرية الرئيسية في المنطقة. وقد أسفر إستمرار التنقيب في مقبرة KDK 23 عن اكتشاف 25 مدفن جديد ، وتحديد الحد الشرقي للجبانة. وبهذه الاكتشافات، يرتفع العدد الإجمالي للقبور المحددة في هذه الجبانة إلى أكثر من 100 قبر. وتعتبر الكثافة استثنائية، حيث يصل العدد إلى دفن خمسة أفراد متعاقبين في مساحة بالكاد تتجاوز 1 متر مربع.
تمكنا من خلال تلك الحفريات ملاحظة كيفية التعامل مع بقايا الجثث سابقًا في حالات التداخل بين القبور؛ فقد تم العثور على عظام مقطوعة أو مقتلعة، أو هياكل عظمية معاد وضعها ضمن عمليه ملء لقبر جديد، أو بقايا مرتبة بعناية بجانب المتوفى الجديد. ومن جهة أخرى، ووفقا للتحقيقات الأخيرة لفرق الحفر تم تأكيد ملاحظة سابقة تتعلق بتركيز دفن الأفراد الأصغر سنًا في الطبقات العليا من التربة. ويبقى معرفة ما إذا كانت هذه الوضعية مرتبطة بتسلسل زمني معين لعمليات الدفن.

تم الكشف عن العديد من حفر تثبيت الأعمدة التي تشهد على وجود أكواخ سكنية في القطاع KDK 23H، القريب من مقبرة KDK 23. وترافق اكتشاف تلك الحفر أيضا مع ملاحظة بقايا محدودة من طبقات أثرية عُثر عليها بالقرب من موقع تم تحديده عام 2016 حيث تقل كثافتها باتجاه مجرى النيل القديم الذي تم تحديده في نفس العام. وتشير الدراسة الجيو-أثرية للقطاع إلى أن أقدم المنشآت السكنية، التي تعود إلى نفس فترة مقبرة KDK 23، قد دُمرت بفعل تحرك مجرى النهر؛ ولم يتم الحفاظ سوى على بقايا مرتبطة بفترة العصر الحجري الحديث المتأخر. تشير التنقيبات التي أُجريت هذا العام إلى أن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على قطاع KDK 23 فقط. في الواقع، يبدو أن العديد من الأكوام إستضافت دفن الموتى خلال جزء كبير من الألفية الخامسة قبل الميلاد، حيث أن المستوطنات المجاورة لها تُظهر على سطحها قطعًا خزفية تعود إلى نهاية هذه الفترة.
نسبه لتوسع الأراضي الزراعية، تم إجراء سلسلة من المسوحات في منطقة كدركة بهدف تحديد المواقع الأثرية الواعدة. إن إستغلال الأراضي للزراعة لن يسمح بالحفاظ عليها بالكامل، لذا من الضروري تحديد وحماية المواقع الرئيسية بأسرع وقت ممكن وخاصةً منطقة KDK 5، التي تمثل منطقة إستيطان شاسعة”، خضعت لعمليتي تنقيب تجريبي بمساحه 9 متر مربع لكل منهما، وذلك لتقييم حالتها من حيث الحفظ وتحديد طبيعة الطبقات والبقايا الأثرية الموجودة. وقد كشفت جميعها عن العديد من حفر الأعمدة، التي ظهرت مباشرة تحت الرمل السطحي. إحداها بدى مخترقا لأحد المساكن كما تدل على تتابعٍ لما لا يقل عن أربعة مستويات إستيطان في هذا الموقع. وتم في هذا الصدد اتخاذ خطوات مع السلطات المحلية لحماية نحو عشرين موقعاً من الزراعة تُعتبر أساسية وتمثل الأنشطة الاستيطانية في المنطقة.
المراجع
- J. Reinold, “El Neolitico en Sudan”, in Nubia, Los reinos del Nilo en Sudan, catalogue de l’exposition à Barcelone et Madrid, Fundacion « La Caixa », 2003, p. 28-34 .
- J. Reinold, Archéologie au Soudan. Les civilisations de la Nubie, Éditions Errance, Paris, 2000.
- J. Reinold, « Le Néolithique de Haute Nubie. Traditions funéraires et structures sociales », Bulletin de la Société française d’égyptologie n° 143, Paris, 1998, p. 19-40.
- J. Reinold, « El-Kadada et Kadruka », dans Nubie. Les cultures antiques du Soudan (B. Gratien et F. Le Saout éd.), Lille, 1994, p. 51-66 et 70-86.
- J. Reinold, « Néolithique soudanais : les coutumes funéraires », dans Egypt and Africa. Nubia from Prehistory to Islam (W.V. Davies éd.), Londres, 1991, p. 16-29.
OpenEdition vous propose de citer ce billet de la manière suivante :
sfdas (24 mars 2025). موقع كدركةا 🇸🇩. SFDAS Khartoum. Consulté le 21 mai 2025 à l’adresse https://sfdas.hypotheses.org/7623